مقالات

الوثيقة التوافقية الجديدةقديم يعاد ام جديد يذكر

المسار نيوز الوثيقة التوافقية الجديدةقديم يعاد ام جديد يذكر

اعلن اليوم عن التوقيع علي الوثيقة التوافقية لادارة الفترة الانتقالية ، والتي توافقت عليها قطاعات واسعة من الفعاليات السياسية والعسكرية وقوي المجتمع الدينية والعشائرية .

  • الوثيقة جاءت كثمرة للحراك السياسي والمجتمعي الذي شهدته البلاد مؤخرا وقاده بعضا من حكماء ورموز البلاد الوطنية، وبدعم من المبعوث الاممي( فولكر ) وآلية الوساطة الافريقية( ود لبات ) وغيرهم ، وهي تبدو كمحاولة اخيرة لطي صفحة الخلاف بين الفرقاء السياسيين والعسكريين ، وايجاد حد ادني من التوافق بينهما يعبر بالفترة الانتقالية نحو التحول الديمقراطي المنشود.
  • الوثيقة الجديدة تعتبر تجميع لكل المبادرات الاممية والاقليمية والمحلية السابقة والتي ظلت تنشط في الساحة السياسية بين الحين والآخر، وآخرها مبادرة الجبهة الثورية وحكماء البلاد ورموزها الوطنية.
  • نصوص الوثيقة الجديدة حاولت أن تعالج سلبيات الوثيقة الدستورية القديمه، والتي ربما تسببت في اخفاقات الحكم والخلافات السياسية في الفترة السابقة قبل ان يقلب البرهان الطاولة علي الجميع .
  • اظن ان الوثيقة الجديدة تبدو خارطة طريق مكتملة الاركان، لجهة انها حددت شكل الحكم ( الفدرالي ) ، وشكل المشاركة بين العسكر والمدنيين في كل مستويات الحكم السيادي والتنفيذي، علاوة علي قيام المجلس التشريعي و اكمال الاجهزة العدلية( المحكمة الدستورية ) ومفوضية الانتخابات وغيرها من مطلوبات الانتقال الديمقراطي.
  • ومع مثالية هذه الوثيقة الا أنني اخشي انها قد تواجه باختبار صعب عند التنفيذ، لان الشيطان ( شاطر ) و يمكن في التفاصيل كما يقولون، ومع ذلك دعونا نتفاءل ولو مرة، ان صدقت النوايا وحسن العمل .
  • من عوامل نجاح هذه الوثيقة الجديدة هو دعم الحزبين الكبيرين الامة والاتحادي لها، خاصة بعد نجاح مولانا الميرغني في لم اشتات حزبه وظهوره في ( نيو لوك ) جديد قد يعيد الحزب لماضيه التليد في السياسة السودانية ، وكذلك حزب الامة والذي يبدو أنه بدأ يتخلي عن اللون ( الرمادي ) في مواقفه السياسية ، وقل صراع الاجنحة في داخله بعد توقيع رئيسه برمه ناصر علي الوثيقة، وهو الذي يعد من ( حمائم ) الحزب في مقابل( الصقور ) مريم المنصورة واخوانها والذين ربما قد يشعرون بالحرج بسبب التزامهم الاخلاقي مع مركزية الحرية والتغيير ، اما الامين العام الواثق البرير فيبدو انه يتارجح جئية وذهابا بين الجناحين، وأن كان أقرب الي جناح المنصورة بسبب المصاهرة والنسب ، ولا ننسي من عوامل النجاح لهذه الوثيقة ايضا دعم الجبهة الثورية واطراف السلام لها باعتبار ان اتفاقية جوبا ضمنت بالكامل في الوثيقة الجديدة دونما حذف او تعديل.
  • وبالمقابل فان من عوامل فشل هذه الوثيقة هو مقاطعة بعض الاحزاب لها مثل المؤتمر السوداني، البعث والشيوعي رغم الإعلان اطلاق المعتقلين السياسين كبادرة حسن نية لتنقية الاجواء وما علق بالنفوس ، ورغم انها احزاب صغيرة جماهيريا، الا ان خطورتها تبدو في انها أقرب للجان المقاومة والشباب الثائر، رغم عدم وجود ارتباط رسمي واضح بينهما .
  • علي ان اكبر مهدد لنجاح هذا الاتفاق الجديد هو حراك لجان المقاومة والشباب الثائر والذي يكفر بكل ما هو مطروح الان، ولازال يتمسك بشعار لآته الثلاثة( لا تفاوض، لا شراكة، لا استسلام ) ، مما يعني عدم وجود استقرار سياسي او مجتمعي في البلاد ، وبالتالي فان نجاح هذه الوثيقة في حل المشكل السوداني سيبقي محل شك كبير في الوقت الحالي علي الاقل ، ومما يجعل الامر اكثر تعقيدا ان لجان المقاومة ليست لديها واجهة سياسية او منبر تفاوضي تطرح من خلاله رؤيتها وشروطها ومطلوباتها في كل ما يحدث ، وظلت تمترس خلف شعارات( صفرية ) تشخص المشكلة ولا تقدم حلول عملية واقعية يتم التفاوض حولها.
  • واخيرا كم كنت اتمني من لجان المقاومة ان لا تفوت فرصة الاتفاق هذا طالما ان هدفها انقاذ الوطن، وذلك بالدخول في غمار هذه الوثيقة كجسم سياسي منفصل، تطرح شروطها ورؤيتها للحل بكل وطنية، ويقيني انها كانت ستجد الاستجابة متي ما كانت واقعية، ومتفقة مع رؤية الجميع ومصلحة البلاد والعباد .
    ودمتم سالمين ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى