((عِمّة)) البرهان
الدكتور عمر كابو
يبدو أن قواتنا المسلحة قرأت الساحة السياسية جيدا فعلمت انفضاض سامر قحط فالشارع الذي كان يدين لقحط هذي بالولاء انقلب عليها وتمرد ولم يعد يأبه بها بعد أن كشف حقيقة الثورة (المزعومة) وخيوط فساد رموزها الكبير وتلاعبهم بأموال الشعب ((أموال القومة ليك ياوطن وأموال المنح والقروض التي منحت للسودان من المؤسسات المالية العالمية وأموال كورونا وأموال ثمرات)) وهذه الأخيرة بلغ الفساد فيها مرحلة أنها لم تصل لبعض الولايات حولها القحاطة لمنافعهم الشخصية بعد أن جنبوا منها مبالغ تحريك المظاهرات وهم يمنحون المتظاهر مبلغ ثلاثة ألف جنيه ووجبة عشاء ما جعل بعضهم يبدي تذمره من تأخير (مخصصاته)؛ ذاك الذي يفسر ظاهرة انحسار التظاهرات التي بدت تخف وطأتها ويقل أعداد المشاركين فيها حتى وصلت نسبا ضعيفة أجبرت قناة الجزيرة على إعادة (تدوير) لقطات قديمة نالت سخط وازدراء الرأي العام وهي ترسب في اختبار المهنية والمصداقية والنزاهة فكان أن تحول المشاهد إلى مصادر وقنوات أخرى أكثر التزاما ومهنية وجدية يستقي منها صدق الخبر٠
هنا بدأت القوات المسلحة تبحث عن بديل شرعي يمثل جماع أهل السودان تنزل عند رأئه الجماهير فلم تجد طرحا مقبولا تلتمس فيه رضا الشعب إلا فكرة المصالحة الوطنية الشاملة٠٠ هاهي الآن تبدأ مشروع الطرق على تلك الفكرة كخيار أوحد وجدي وقصير يمكنها من إنقاذ البلاد من وحل الفترة (الانتقامية) وضائقتها المعيشية الخانقة الحادة نتيجة سوء وتخبط وفشل حكومة حمدوك اليسارية؛ الخيار الذي رفضته أحزاب اليساريين لأن سادتها في المخابرات الأجنبية يرفضون تلك المصالحة الوطنية الشاملة فقط لأنهم لايريدون لوطننا استقرارا٠٠ راجعوا أي تصريح صدر من رموز اليساريين حمل في طيأته بذرة الرفض التام والكامل للتسوية السياسية والمصالحة الوطنية الشاملة٠
أجل فقد انتبهت قيادة الجيش وانتهت لضرورة المصالحة الوطنية الشاملة بلا إقصاء لأحد ثم اختارت أن تقف على مسافة واحدة من الجميع دافعها الأول والوحيد انتشال البلاد من وهدتها الماثلة وخلق توافق وطني يفضي إلى استقرار يمنح السودان جواز عبور لدولة الرفاهية والأمن والسلام٠
سرني أن يتجاوز الجيش قحط ويكسر الاغلال التي حاصره بها اليساريون إلى رحابة وسعة الجماهير فقد شاهدنا البارحة تدافع الجماهير العفوي التلقائي نحو البرهان وهو يفاجئهم بتناول إفطاره معهم في المسجد الكبير فقد جلس معهم في بساطة وتواضع ولين٠٠ فرحوا به وهتفوا له وساندوه معلنين التفافهم حوله وصبرهم الجميل واحتمالهم الظروف الضاغطة شريطة أن يحول جل اهتمامه للصالح العام والالتفات لقضايا المواطنين الحقيقية٠
الرجل كان صادقا معهم بأن القوات المسلحة ستظل حامية للوطن ودرعا أمينا ضد أي محاولة للنيل من ترابه ووحدته وأمنه وأنه سيمنح الأوضاع المعيشية القاسية كل اهتمامه٠
قال ذلك وقلت أن الرجل مشي الخطوة الأولى مقبلا نحو الجماهير متجاوزا حصار اليساريين٠٠ مشاها بثبات ويقين واعتدال حتى في (لفة العمة) التي اتخذت شكلا أقرب لوضعها الطبيعي الذي ينبغي أن تكون عليه٠٠
لتكتمل عنده عناصر الهيبة مظهرا ومخبرا
هو البرهان إذن في (ثوب) جديد يدشن مرحلة جديدة تعني تجاوز قديم الفترة (الانتقامية) بكل قبحها وسجونها وظلمها وجدبها إلى مرحلة جديدة بأفق جديد عنوانها: (وطن يسع الجميع) وتدابير عاجلة لانتخابات سريعة يختار الشعب فيها من يمثله٠٠ انتخابات سريعة لا يجوز معها أي تسويف أو تأخير أو إبطاء سيما وأنه ليس هناك من يملك حق تأجيلها أو الالتفاف عليها باتخاذ قرار تمديد الفترة (الانتقامية)٠
قلت ذلك وأنا ألمح من طرف خفي حشود الإسلاميين تعلن حضورها الأنيق ملء السمع والبصر إلا لمن عميت بصيرته وأراد الله أن يأخذه أخذ عزيز مقتدر٠
سيدي البرهان (القصة واضحة) أوضح من الشمس٠
حاضرة وثابتة:
الشعب يريد أن يعرف:
أين ذهبت أموال لجنة التمكين المنهوبة٠
أموال ثمرات
أموال القومة ليك ياوطن
أموال المنح والقروض الأجنبية
أموال كووورووونا