محمد عثمان المبارك يكتب
للسودانيين أمثال كثيرة وأشهرها المتعلق بلعب الورق مطعما كان أم حاف وفتنوا بذلك حتي لعبوا أربعتاشر تحت نور قمر أربعتاشر ثم باللمبة حتي ترقوا الي الرتينة ، ثم نعرج علي الرتينة التي كانت مشتركة بين قريتين وقد كانت تحتاج الي شك بين الفينة والآخري وليست الشك هنا مقصود به الريبة بل هو جزء من الرتينة يحركونة دفعا للهواء فيتوهج نورها ويزداد بريقا ثم حتي نعود لقصة القريتين اللتين إشتركتا الرتينة ولكن كان الشاك من قرية واحدة ومازال أهل القريتين في إجتماع مطول ولكن الشاك للرتينة من نفس القرية وعندما تكرر ذلك طلب أحد سكان القرية الأخري نقطة نظام فقال رئيس الإجتماع طلبك مجاب فهات ما عندك ، فوقف صاحبنا متنهدا من الحرقة وسأل هل الرتينة إشتراكية بيننا فقيل له نعم فقال إذا شكة ليكم ، وشكة لينا ، فهذه عدالة إنتقالية مورثة منذ زمن ومتأصلة ولكن نعود الي الكونكان والكل يعرف الفرق بين الدكان والكونكان فالدكان يفتح ثم يقفل والكونكان يقفل ثم يفتح ، وهنالك الحريق الذي يكثر رواده كل عيد وأحيانا كل جمعة وعند أصحاب المرض يوميا ، وعندما يطول اللعب في الحريق هنالك من يريد حسم الأمر بلعبة سريعة فينادي الداير بكرا منو فيتحول الجميع لها لحسم الزمن وفض السامر فمنهم من يذهب خمشه ملحا ومنهم من يبحث عن أخر يده وهذا متعارف بين أهل الميسر والبوكر التي تسعتها لا محالة تقع علي الطرف الآخر وقع الصاعقة وبسمة تعلوها صاحبها ومن هنا سميت تسعة طويلة بتسعة طويلة لأنها حاسمة قاضية ، وقد إنتشرت الآن دون توافق أو رهان يكون فيه أحد الطرفين من المدحضين، فسؤالنا لما كان ذلك فالجوع ضرب المضارب ومشي بين الشوارع والحواري ومدام هذا جائع وجاره شبعان متخما لم لا يأخذ سيفه ويذهب إليه فكانت تسعة طويلة وسيلة سريعة للكسب صارعة للفقر الذي تعوذ منه سيد الخلق فهو والكفر صنوان ولكنها عادة دخيلة علي شعبنا الذي تحسب جل أهله أغنياء من التعفف فبلادنا تحتاج الي أهلها ليقعدوا سويا وعلي أصحاب المصلحة أجمعين أن ينظروا الي الوطن بعين الإعتبار ليتركوا ذكري للأجيال ويتفاخرون هاؤم أقرأوا كتابيا ثم يقول الأبناء هؤلاء آبائي فمن لي بمثلهم ، فالأمر بين يديكم إما أن تكونوا جيل الفشل واللعنة فتصيبكم قارعة كقارعة عاد وثمود وأما أن تكونوا أهل رشد تأوي الي ركن شديد وتكونوا أذن واعية لحديث رجل رشيد فإن لم يكن فابشروا بالطوفان حيث لا وجود لذات ألواح ودسر ولا تدروا يومئذ أين المفر فلتكن الحكمة بينكم حاضرة والعقل شاهدا ولات حين مندم .