مقالات

أنا وأخي على الغريب

المسار نيوز أنا وأخي على الغريب

بقلم أُبي عباس

ما خُطَّ أعلاه مثلٌ تليد يصادفك باعتيادية في المركبات المختلفة بكثرة، ولأن البلاد في هذا الزمان تفقد الكبار وتفتقد حكمتهم إختلط الحابل بالنابل، وصار المجتمع كحاطب ليلٍ إلا من قليل شملهم الله برحمته، فبقوا على الأصول والرجولة، ومن عجز به دينه لم تعجز رجولته وأخلاقه.
سياق الحديث في شماتة البعض من القوات المسلحة إثر إعدام العدو الإثيوبي لعدد من الجنود ومواطن والتمثيل بهم، وهو لعمري لحدث يجعل الدماغ يغلي غضباً وحنقاً كالمرجل، ولو أُطلق العنان لرجال هذه البلاد لما تأخروا لحظة في الثأر لشهدائهم متناسين الخلافات السياسية وغيرها، فما يجمعنا هنا هو أهم رابط وهو الزود عن حمى الوطن.
أشد ألما من ذلك السخرية البالغة والتى تصل لحد تخوين القوات المسلحة والعبارات التى تدعم بصورة واضحة العدو الإثيوبي والتي لا تصدر إلا من خائن عميل له مقصد ومصلحة في النيل من هذه الأرض ويهدف باستهداف قواتها المسلحة كسر شوكتها ليكون الوطن عارياً من كل ما يحفظه من المتربصين، والواجب تضمين سمعة هذه المؤسسة تحت بنود الأمن القومي للدولة والخطوط الإستراتيجية حتى يرتدع من له غرض أو من سلبه الله نعمة التمييز فالمجنون في ذمة العاقل، وإن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقران.
حروف نبعثها لمن بقيت شعلة الغيرة للأوطان والأعراض متقدة  في أفئدتهم أن لا يغرنكم كثرة الإستهزاء والإستخفاف فتظنونهم جمع السودانيين وجملة الشرفاء، فلا زالت حواء السودان شابة لا تزال ترضع بنيها قيم الرجولة والشرف والشهامة قبل الغذاء فلم ولن تنضب هذه القيم السامية عن التدفق في أوردة الأحرار والشرفاء ممن سقاهم النيل وصلتهم حرارة الصحراء وألهبتهم شمس هذه البلاد المباركة.
رسالتنا أيضاً للقوات المسلحة وأجنحتها من قوات الأمن والشرطة وكل مجاهد على ثغور الوطن ألا تسمعوا لمتخاذل  ولا تُلقوا بالاً لمغرض أو عميل، فإنكم آثرتم جانب الله فلا يخذلنكم شياطين الإنس والجن عن مبتغاكم ولا يردونكم عن مقصدكم وإن عَظُم المقصود فالله أعظم.
دعوتنا الأخيرة للساسة أن اتقوا الله في أوطانكم وشعوبكم ومستقبل بلادكم فلا تتخذون عدوكم سلماً تُلوون به صوب سراب سلطة زائف لا يلبث أن يتهاوى بكم فلا تفيقون إلا على حقيقة ألا مأمن لخائن أو عدو، ودونكم عبر التاريخ وقصصه شاهدة على مصير من كان عدوهم مولاهم، فما هم إلا خرقة يمسح بها عدوهم سوءته ثم يلقيها عند قضاءه لوطره.
عموم الإخوة في السودان على اختلاف مشاربهم، الوقت الآن وقت وحدة وتلاحم واصطفاف مع جنودنا البواسل في خندق واحد، لا طعنهم في ظهورهم والتخذيل عنهم والتشكيك في نواياهم فنندم عند استباحة الارض والعرض ولا ينفع الندم عندئذٍ ولسان حالنا: أُكلنا يوم أُكِل الثور الأبيض، أُكلنا يوم نِيلَ من قواتنا المسلحة، أُكلنا يوم تخاذلنا عن قواتنا النظامية.
فلتتباين المواقف، ولنشد من أزر قواتنا أو ليحفر كل منا قبره يبده.
وكما قال حذيفة العرجي:-
وضح مكانك..
أنت أين!
في الحاسمات القاضيات..
لاشيء يدعى بين بين..
نصر الله قواتنا الباسلة على أعدائها، وسدد الله رميهم وأيدهم بمدده وعونه ورعايته، ووفقهم لحفظ البلاد والعباد والأعراض من العابثين في الداخل والخارج.
أُبي عباس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى