حينها لا ينفع الندم
هذه هي الفوضي التي نخافها فإن الفتن نومها خفيف وزراعها كثر وساقيها منتظر والحياة فيها لا تنتصر والذين يسعون بها ليلا ويسوقونها نهارا ومن يحملونها جهارا يجوسون خلال الديار يعرضونها بضاعة يهرع إليها خفيف العقل والوزن وقليل الحيلة وعارض نفسه كيفما اتفق وطارح خدماته مزادا وواضعا سلاحه الخبيث في يد من يدفع أكثر يشترونه بثمن بخس ويشتري غيره بأبخس فهو مكري ويكري غيره وفاسد ومفسد لغيره كل هؤلاء وأؤلئك عرابو الفتن ومزينوها ويخبئون السم في الدسم ينثرون حلو الكلام ومعسوله بين بسطاء القوم ويسوقونهم الي الحتف بعد إذ كانوا آمنين وهنالك سماعون لهم حتي يصبحون ذات صباح علي أرض جرز تصول في سمائها الحدأة وتجوب سفوحها الغربان ذات رمال متحركه يجرف أديمها وادي ويل ويتوسطه شجاع أقرع وحينها وقعت الواقعة وحل طارق الشر ولا تنفع حينئذ ويكأن فلا خل وفي ولا شفيع ولا ولي حميم فتضيق عليه البسيطه كباسط يده للماء لتبلغ فاه وماهو ببالغه وليس ذلك ببعيد فما حدث بالنيل الأزرق مثالا ومقدمة ماسأة والنار من مستصغر الشر والشر يعم والخير يخصص ومازال بيننا وبين بحر الشر مسافة ولكنها قاب قوسين أو أدني إن لم تكن العقول حاضرة وهاهو قائد الجيش يطلق النداء لمن أراد وطن السلام ويتعهد بحماية الوطن وهاهي الكورة في ملعب أصحاب المصلحة والقوي السياسية إن كانت راشدة ليكونوا علي قدر المسئولية ويضعوا التشاكس جانبا فالوطن في مفترق طرق وتحدي كبير ومنعطف خطير وفوضي خلابة قادمة إن لم يكن هنالك من حزم أمره ورفع راية الوطن عالية خفاقة وقد نادي بها قائد الجيش وأسمع بذلك من به صمم والعالم وكل المجتمع الدولي كان علي ذلك شاهدا ومصدقا وبالأمس أتاه سفير بريطانيا مستفسرا ورجع بعد أن سمع له مستبشرا بأن قوله صدق وعلي كل الحادبين علي الوطن أن يأتوا صفا موحدين كلمتهم من أجل وطن السلام المستدام والعدالة والحرية والدولة المدنية التي ينشدون بعد أن أكد القائد ذهابه وجنده الي ساحتهم وميدانهم الذي يعرفون فعلي الجميع أن يسعوا حتي يضعوا الأمر موضع التنفيذ لأن الوضع لا ينتظر فوحدة الصف واجب مقدس من أجل وطن الحرية والسلام والعدالة ومن نادي بهذا المثلث العظيم فإن كان صادقا فليقدم ولا مجال لمتخلف لأن الحصة وطن ولا شئ يعلو فوق رايات الوطن حين ينادي المنادي أن أدركوا الأوطان والخاسر من بأذنه صمم ، فلا تتركوا بلادكم تتقاذفها الأمواج فلا شط قريب ولا جودي تستوي عليه وحينها لا ينفع الندم .
شندقاوي