ذهبية القيام صوف !!
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
يقال بالعامية السودانية السمحة : هذا الرجل (قام صوف) !! ، وتعني هذه الجملة تولية الدُبْر جريا ، وقد قال الشاعر قديما مادحا نفسه بالبطولة وموبخا من القيام صوف : الجري دا ماحقي …..حقي المشنقة والمدفع الثكلي !، ، هنالك فرق بين القيام صوف والكر والفر ، الكر والفر أسلوب يتبعه البعض وبالذات العسكر وهو الهدف منه لملمة القوات والترتيب لهجوم آخر بطريقة مختلفة ضد العدو وفي المنهج العسكري لايعد عيبا ولا جُبنا ، قيام الصوف جريا له مخلفات ظاهرة منها العجاج الكثيف وراء القايم صوف ! والتوقيع علي الخوف بالنعلات الظاهرة علي آخر الفعل إعرابا وصفة !
بالضبط يمكن أن نطلق لفظ وصفة (القيام صوف ) علي الناشطين من قحت أمس بمضمار باشدار الذين خرجوا بالأمس وقالوا أنها مليونية وهي لا تتعدي مائة ناشط بل تزيد قليلا ، ولعل قناة الجزيرة مباشرة قد زادت المشهد (كوز كوزين) !! ، ظهر في هذا الموكب بعض الذين لفظهم الشعب السوداني عندما كانوا حكاما ورمي بهم العسكر في مزبلة الفاشلين ، ظهورهم ليس من أجل الوطن بل ظهور لحظي بغرض التصوير ومن ثم الإنسحاب بطريقة ( كولمبية) من الحراك المصنوع!
ظهروا في المشهد البلوري لشاشة الجزيرة وهم يهتفون هتافات جوفاء فيها الخواء السياسي وفيها طريقة( شوفوني) ! وفيها تقليد أعمى، لكنهم لم يكملوا حتي وقت ولذة التصوير الذي بحثوا عنه فانهالت عليهم عصي وحجارة غاضبون من شباب الديم وملوك اشتباك كشروا لهم أنيابهم وحدث ما حدث !!، وانطلق سباق مايسمي ( بشتات يافردة ) ، منهم من حمل نعليه وأطلق جسمه للريح جريا… ومنهم من ترك نعلاته لأن في هذه الحالة النعلات تعد حملا ثقيلا !
مايحيرني أن نشطاء قحت لا يعرفون حتي التفكير ولا يدرسون مايريدون أن يفعلوه ، ولا يختارون الزمن المناسب ولا يتحسبون للمآلات والنتائج لما يفعلون ، دائما يتبعون أسلوب خبط العشواء والغباء السياسي ، كل أفعالهم تدل علي ذلك ، من يفكر لهم يعتبر راسب في التفكير والتخطيط والتنفيذ والخلاصة ودائما لايحالفهم التوفيق بل يسير معهم رفيق الفشل وصاحب الكير الذي يحرق ثيابك إن دنوت منه وتجد منه ريحا كريهة إذا بعدت منه حتي ولو جلست خلف الشاشات حتما سوف تأتيك هذه الرائحة المنتنة !
ماحدث في باشدار بالأمس يضع المثل الذي يقول 🙁 التسوي كريت تلقاهو في جلدا) واقعا و(كريت) هنا تعني ( الغنماية) التي لها (إضنين) قصار ، أي بمعني أن الذين دربوهم وعلموهم هؤلاء النشطاء ونالوا شهادات الماجستير والدكتوراه في علم التتريس والتخريب منهم قد إنقلبوا عليهم وصاروا بدلا من أصحاب أعداء لهم ولعل الشاهد الإصابات و الكسور التي حدثت لبعض ناشطي قحت واللكمات والكدمات والبُنَي ومدافع ( أم دلاديم ) !
بفعالية القيام صوف !! التي كانت بالأمس في باشدار ونالت قحت ذهبيتها بجدارة وبدون منافس! تكن قحتا المركزية قد و أدت نفسها وهي حية !! في مقابر الخيبة والرفض الشعبي الواسع ولم يصلي عليها أحدا ولا عزاء ولا سرادق تدق ، وحتي جملة ينتهي العزاء بإنتهاء مراسم الدفن لا تستحقها لأنها ماتت فطيسة والفطيسة تكن متاحة و مباحة للكلاب والصقور والدود .