زراعة كبد للوطن من يجريها ؟
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
نحن في بلد صارت زراعة كبد بن آدم برغم من تعقيدات العملية وطول مدتها أيسر من زراعة (كبدة إنهردت !! ) تماما في جسم هذا الوطن بسبب الذين تقلدوا زمام الحكم عقب الثورة المسروقة ، أفلح الأطباء السودانيون بالرغم من ضيق ذات اليد و الإمكانيات من تحقيق إنجاز علمي كبير بإجراء عملية ناجحة لزراعة كبد في السودان لأول مرة في إحدي المستشفيات العريقة بالخرطوم ، نجح النطاسي المعالج نجاحا باهرا و فشل النطاسيون السياسيون في زراعة كبد لهذا الوطن المكلوم حتي الآن !
منذ ثلاث سنوات تشهد هذه البلاد أزمات طاحنة حتي وصلت مرحلة أن بين كل أزمة وازمة تحدث أزمة بينهما ! ، الذين جاءوا بعد الثورة لم يفعلوا غير الخراب في كل شييء ، كنا نقول ذلك كتابة ووصفونا باوصاف غريبة ونعتونا بكلمات غير كريمة حتي إستبانت الحقيقة من ألسنتهم في الورشة التي عقدوها و أعترفوا بأنهم قادوا عربة هذا الوطن سليمة و أُنزلوا منها وهي (مِسيِّحَة المكنة) يعلو( عادمها ) الدخان الأسود الكثيف ! ، لومكثوا سنة أخري حكما( لفرتقوها) (حتة حتة)!! وباعوها في سوق التشليع الدولي !
لولا القوات المسلحة ولولا الخطوة التي إتخذها البرهان لحدث ما حدث ، القوات المسلحة تعاملت بكل حزم وحكمة ويشهد لها بذلك ، أكثر من جيش كان داخل الخرطوم باسلحتهم وعتادهم الحربي جاءوا إلى الخرطوم ولكن حكمة القوات المسلحة والتعاون الذي يحمد من قبل الحركات المسلحة أمروا بالخروج من الخرطوم والبقاء في معسكرات أخري وقد فعلوا ، من لا يعرف قدر القوات المسلحة في الحفاظ علي تماسك البلاد فهو غير سوي
( إنهراد) كبدة هذا الوطن من أسبابها فشل العهد البائد وأنا أطلقه علي عهد بني قحت ، سببه المنهج الذي إتبعوه في تهميش الجهات الأخرى ومحاولة تفرقتها وفي نهاية الأمر أن المسألة إنقلبت عليهم وتشظوا وتشتتوا وتفرقت كلمتهم حتي وصل بهم الحال أن قياداتهم بالأمس ذهبت أرجلهم أدراج الرياح من باشدار مخلفين( نعلاتهم ) خوفا ممن صنعوهم ، كبد الوطن صارت معطلة بسبب عدم الإتفاق والسير في طريق الإختلاف ، كل منهم يعتبر نفسه هو الصحيح ومن غيره خطأ
عملية إجراء زراعة لكبد هذا الوطن لايستطيع العسكر فعلها وحدهم ولاتستطيع قوي الحرية الذين طردوا من باشدار ولا الثانية التي انسلخت ولا الأحزاب السياسية الاخري ، ظل السياسيون منا دائما يقعون في خطأ جسيم وهو أنهم يتوهمون أن السودان هو محيط باشدار وازوون وشارع الأربعين والمؤسسة ببحري ، هذا ليس هو السودان وهؤلاءالذين يخرجون لا يمثلون السودان الشامل بل هم نسبة ضعيفة جدا من جملة سكان هذه البلاد
إجراء عملية ناجحة لزراعة كبد هذا الوطن يجب أن تتكون من العسكر والسياسيين المتفقين لا المتشاكسين ، الآن العسكر يمكن أن نصفهم بأنهم علي قلب رجل واحد و إن إختلفت تسمياتهم العسكرية لكنهم الآن تحت إمرة وقيادة القوات المسلحة ، المتفرقون هم المدنيون والمختلفون هم السياسيون
العملية الجراحية تحتاج إلي مكان مهييء من ناحية صحية ولا بد أن يكون معقما تعقيما جيدا من الفيروسات التي تأتي من الخارج ولابد من إختيار المخدر الشاطر بالاتفاق ولابد من إختيار التيم الطبي باتفاق ولابد من إجراء العملية وعقب الإنتهاء منها مراجعتها جيدا وإن لا يكون فيها أي خطأ طبي مثل ترك كيس أمريكي!! أو مقص نرويجي!! أو قطن بريطاني!! ، فيا أيها العسكر و السياسيون أجروها ودعوا الوطن يتعافي .