الحجامة في قفا اليتامي !
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
العنوان هو مثل عربي أصيل والحجامة هنا تعني الحلاقة والقفا هو الرأس ويضرب المثل للحلاق الذي يريد أن يتعلم الحلاقة يتعلمها أولا علي رؤوس اليتامي لأن اليتامي يحلقون بدون مقابل أو بأجر زهيد ، أي أنهم حقل تجريب لتعلم الحلاقة وبعدها يصير الحلاق فاشلا أم ناجحا وقد أنشد شاعر قديم قائلا :
وذي بُخل يَرُوم المدح مني …ولا كرم لديه ولا كرامة …
وكم جرَبت شعري في أناس…أحلوا منه ماعرفوا حرامه
كأنهم اليتامي حيث شعري ….تعلَم في رقابهم الحجامة
هذا المثل ينطبق تماما علي كتلة الحرية والتغيير الجناح المركزي ، صرح عرابها الذي ظل يتحدث كثيرا بلاطحين بالأمس ذات نشوة و أدلي بتصريح يشبه معلقة أبياتها تفوق ما أنشد عنترة بن شداد و عمرو بن كلثوم وكأنه يقول مجاريا الثاني :
ونشرب إن وردنا الماء صفوا .. ويشرب غيرنا كدرا وطينا
بغاة ظالمين وما ظلمنا….. ولكنا سنبدأ ظالمينا
عراب الحرية التغيير صاح بالأمس أنهم سوف يعلنون عن حكومة في منتصف شهر أغسطس القادم ويعينون رئيس وزراء وحكومة له إحراجا للعسكر ووضعهم أمام الأمر الواقع !!
لعل الأمر هذا فيه شييء من السذاجة والغباء السياسي ومحاولة إنتحار مرة أخري مثل التي حدثت من قبل لهم في محيط باشدار ، ومحاولة ثانية أخري لكشف عورتهم السياسية التي أصبحت ظاهرة وفشلهم المعترف بهم من قبلهم أخيرا !! وقبله اعترف به السواد الأعظم من الشعب السوداني ويريدون أن يجربوا مرة أخري طريقة (الحجامة لقفا اليتامي) !! التي جربوها من قبل ونَفَّرت منهم الزبائن الذين يريدون أن يحلقوا !
فلنفرض جدلا أنهم نفذوا مايصبون إليه من تكوين هذه الحكومة وتم تعيين رئيس وزراء وحكومة ، من يختارون ؟ وهم متشاكسون وماهي المعايير التي يختارون بها رئيس وزراءهم؟ وأين يمارس مهامه في القصر الجمهوري الذي صار عصيا عليهم منذ الخامس والعشرين من أكتوبر المنصرم ام يمارس مهامه في طاحونة المعلم بشارع باشدار التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه !! أين يجلس الوزراء ؟ وأين يجلس الحاشية والمصفقاتية والهتيفة ؟، من يعترف بهم هل العالم الخارجي يعترف بهم ؟ وهم عمد بلا اطيان ؟ هل يعترف بهم الشعب السوداني ؟ الإجابة علي كل الأسئلة هذه لا ولا يتم ذلك البته
هؤلاء فشلوا من قبل فشلا زريعا لا ينكره إلا أغم القفا وراسب في السياسة عندما وقعوا وثيقة معطوبة مع المكون العسكري وغزلوها علي عجل ونفضوا غزلها منذ أن دخلوا القصر الجمهوري !
فليعلم هؤلاء أن الشعب السوداني لايدخل صوالين حلاقتهم مرة أخري وسوف لا يدع قفاه للحجامة مرة أخري ، فالمجرب الفاشل من الغباء جدا تجريبيه مرة ثانية وإن إعتذر وإن بكي أمام الملأ تمثيلا وصفق له ! وليس منتصف شهر أغسطس ببعيد فأرونا ماذا انتم فاعلون؟ ومحل رهيفة بتنقد !! و (الموية بتكضب) الغطاس !!ويا…يوم منتصف أغسطس ماتسرع…. تخفف لي نار وجدي !!.