مقالات

هل يا تري ضاع الوطن

المسار نيوز هل يا تري ضاع الوطن

بلد فيه شد وجذب وتفكير في الذات ولعبة جر الحبل وحبل من مسد علي أعناق الشعب الطيب الذي لم يعد مغنيه يصدح ( الشعب الطيب والديا) ولم يكن هنالك شارع حتي تفتح فيه مدرسة والكل يبحث عن شليل بما فيهم الدودو المتهم زورا وبهتانا بأنه آكل شليل ، وهنالك من هو أخطر من الدودو ، وكل من قبض بطرف معطه وعرطه ولم يترك فيه ورتابة ولا تابا ولسان حال الكل من تاب خابا كلسان حال صعلوك المدينة الذي لم يسمع إلا صوت إبليس يقول له ( التابو قبلك خاسو ) حتي صار النهب شرعة والرشوة منهاجا والفساد مدرسة حتي اذا ما جربت كل الدروب تجدها معوجة فصار الخلل بين فأصبح الكل يقول نفسي نفسي يبحث عن حل بينما آخر يتحلل وكثير يصيح وينادي ( يا ناس شوفو لي حلل ) ومنهم من يقول تشابه عليه البقر وكان هذا في الأثر واليوم لا بقر تشابه ولا حبيبة تجول في مربط العجول ولا هطل المطر ولا زرع حصل ، حياة بكلفة وحديث بتكلف إذ أننا لم نرد الحياة فعشنا أبدا بين الحفر والشارع عنوان ووسطه جواب حتي تري الانسان يرفع يده وينزل أخري في حديث جهرا وهمسا فلا تعرف هل هو شاعر أم مجنون ، فهذا حال الثاء ثاء الفاء فاء الذي لا يحسن قولا ولا يعرف عملا حتي صارت بلده هوة ووقع في بطنها جوة ، ومهرج يقول كل القوة الخرطوم جوة حتي إخطلت الخابل بالنابل وليس له صوت حتي ينادي يا أبو مروة ، فمن ينقذنا من الهوة ونحن بهذا الحال ، والحال يغني عن السؤال ، فمتي ندرك أن المنزل منزلنا والدار دارنا ونصير له إيطارا وغلافا خارجيا حتي لا يحترق ، فيجب علينا أن نقف وقفت المتأمل مع النفس ثم نرسل البصر كرتين لنري أين ذهب القوافل ونحن في غفلة من أمرنا نصطرع علي اللاشئ نخرب بيوتنا بأيدينا ونقف دوما في منتصف الطريق ولم نعزف نشيدا جديدا ولا قديمة ولم نخطو في دروب العظماء و المبدعين ولم نقل ما عاش من يفصلنا ولم نردد قول الشاعر ؛
عندما أعزف
ياقلبي الأناشيد
القديمه
ويطل الفجر
في قلبي
علي أجنح غيمه
سأغني آخر
المقطع
للأرض الحميمة
لرفاقي في البلاد
الاسيويه
للملايو و لباندونغ الفتية
لليالي الفرح
الخضراء
في الصين
الجديده
والتي أعزف
في قلبي لها
ألف قصيده

فهل يا تري ضاع الوطن حينما علاه رموز الفشل الذين لا يعرفون السمو علي الجراحات ولا يدركون أن جرح الوطن أكبر ولم يدر بخلدهم قيمته لذا قرعوا الجرس عليه في مزاد علني وأؤلئك هم الذين لا رباط لهم ولا رابط بينهم ولم تضم الأرض لهم ضلوع أب ولا جد ولا عزيز لديهم يذكرون تاريخه فماذا تنتظرون منهم وهم لا يعرفون الأرض وغرباء الوجه واليد واللسان حتما من سار في طريقهم سيصبح عديم الملاذ وفاقد المأوي ، فإلي متي نحن في هذه المتاهة .

محمد عثمان المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى