ساعة الصفر
العقيد الركن ابراهيم الحوري رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة يكتب ..
المسرح السياسي في السودان هذه الأيام لا تنقضي عجائبه وأطواره الغريبة التي تتبناها الكيانات والأحزاب فهم تارة مع الوسطاء وهم تارة ضدهم وتارة ينادون بالديمقراطية ويدوسون على معانيها بأقدامهم في “مراهقة سياسية” أضحكت حتى الوسطاء من الخارج.
ولكن الحق يقال إن النخبة السياسية برموزها المختلفة “المعتقة” ظلت منذ أن تكونت الدولة السودانية تحترم جيشها وقواتها المسلحة وترفع قدرها وتمنحها ماتستحق من التقدير إلا في “هذه الأيام” .. !! والاستثناء الذي نعنيه يشمل أيضاً أحزاب وكيانات مازالت تحتفظ للقوات المسلحة بمعروفها على البلاد .
ولكن الذي تجود به قريحة بعض الساسة هذه الأيام ممن كان مرجوا فيهم في حق الجيش أمر لايمكن السكوت عليه ولن يمر مرور الكرام .. فالذي لايعلمه هؤلاء أن انتقاد الجيش والتآمر عليه في اجتماعات الغرف المظلمة مع عملاء السفارات هو اتجاه مرصود بالأدلة والبراهين الساطعة ومخطط مكشوف لدى الأجهزة الأمنية وقد يقول “سياسي” لم لا يخرج الجيش الأدلة ونقول له إن حلقة التآمر عندما اكتملت أركانها قبل قرارات أكتوبر التصحيحية أخرج الجيش عندها ” القرارات” الجراحية واستعمل طبيبه المشرط واستأصل “الدمامل” .
وسنظل نكررها عبر هذه المساحة وغيرها أن على القوى المدنية أن كانت جادة فعليها توحيد صفها ولها مطلق الحرية في تكوين حكومتها أما إذا لم تواكب ضخامة المسؤولية وحساسية المرحلة وتصلح من شأنها
وتتستر على فشلها بدعاوى هيكلة القوات المسلحة وغيرها من القضايا التي تحاول من خلالها وضع العراقيل أمام حكومة وطنية لا تأتي إلا بأمانيهم المفهومة وأطماعهم الشخصية وأجندة “الشلليات” فإن الجيش عندها وباعتباره الشريك الأساسي في الثورة والتغيير مع شعبه لن ينتظر أحزاب لايجمعها التوافق على حد أدنى من برنامج وطني متفق عليه من صفوفها .
الجيش لن ينشغل بكايانات مهتمة (بشجونها الصغرى) وتنظر للمواطن وقضاياه ومعاشه كحديقة خلفية تستجم بها من رمضاء الخلاف وملاحقة الوسطاء وخواء الفكرة والبرنامج.
الجيش لديه “ساعة صفر” يحتفظ من خلالها بالقرارات التى تلبي اشواق وطموحات السودانيين التي تتوق لحكومة وطنية بفترة انتقالية تمهد لانتخابات يقول فيها الشعب كلمته .
” ساعة الصفر” ميقات زماني قادم لا محالة إذا كان منهج القوى السياسية مازال محفوفاً بسلوك الغبينة “ودس المحافير” والتطاول على القوات المسلحة ونسيان وتناسي هموم المواطن وتأجيج الفتن لتأليب الرأي العام على ثوابت البلاد ومقدراتها.
” ساعة الصفر” تعبر عن قرارات لاتنقصها الجرأة أو الحكمة المعمول بها في منهج الجيش الذي مازال ينتظر أن تعود الأحزاب لرشدها وتعلن توحدها وتقدم ماهو ملموس وعملي في مستقبل حكم السودان .
( الاستعداد للحرب يمنع الحرب ويحقق السلام ).