حكومة إنتقالية…. جاري البحث !
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
يمكن أن نوصف هذه البلاد بأنها بلاد المتشابكات السياسية الغير مفهومة ، لا رسالة للعمل السياسي لبنيها ولا رؤية ولاهدف ، العسكر يقولون أنهم إنسحبوا من المشهد السياسي وتركوا المدنيين ليتفقوا ولن يسلموا الحكم الإنتقالي إلا إلي متوافقين حيث لا متوافقون هنا ولا أظنهم يتفقوا برغم أنه حكم غير مخلد فقط مدته إن طالت لا تتجاوز العامين ، يبدو أن بعض الجهات السياسية تريد مكسبا سلطويا وتمكينا جديدا يكون لها أرضية إن قامت انتخابات لا تنظر إلي مصلحة هذه البلاد ولا إستقرارها ولا امنها ولا سلامها
البحث عن حكومة إنتقالية في السودان يشبه البحث عن دبوس صغير الحجم وقع في كومة قش ! ، حزب الأمة مفكك لا كلمة ولا رأي لمن يقوده لا ثبات فيه لمبدا ولا رسوخ فيه لقرار إن اتخذه أعلي قيادة فيه والشواهد علي ذلك كثيرة ، الاتحادي يشكو من الانقسامات التي كل مرة يحاول أن يوحد شظاياه لكنه يفشل ، أما أحزاب اليسار فهي لها صوت عالي لكن ليس لها قواعد وتستعمل مكبرات الصوت العالية لتفخيم صوتها ومساحيق إمتلاك الشارع الثائر
حزب المؤتمر الوطني رضي مجبرا بما أصدره السابقون في حقه بابعاده من الوجود السياسي برغم أنه حدث له تشذب من الأطراف هنا وهناك لكنه غير مؤثر ، برغم عدم ظهوره إلا أنه له بصمات واضحة في المشهد السياسي ، كل هذه الأحزاب والجهات السياسية لا تقف مع بعضها البعض في خط واحد بل كل جهة فيهم تمثل خطأ متوازيا عن الآخر
أما الحركات المسلحة والتي تم ( تدليعها) إلي لقب حركات الكفاح المسلح هي صناعة لعبت فيها الدول الخارجية دورا كبيرا في إخراجها لإضعاف حكومة البشير متخذة أسلوب التهميش والسعي من أجل السلام ، وعندما أتوا لم يذهب التهميش ولم يتحقق السلام ولم يبارحوا الخرطوم ولا يعرفون شيئا عن معسكرات النزوح وبالنسبة لهم لا تمثل هدفا الذي يمثل لهم هدف هو البحث عن السلطة والتشبث بما جاء في إتفاقية جوبا وأخذه حتي ولو كان علي حساب المواطن واقتصاد الدولة ، الحركات المسلحة حدثت لها إنشقاقات عدة في صفوفها وهي تتخذ منطقة وسطي مابين العسكرة والسياسة ! ومن فيها لهم خبرة في منهج حرب العصابات فقط وليس لهم خبرات سياسية متراكمة نعرفها
الدول الخارجية التي أصبحت سفاراتها مسكنا وملاذا لبعض الجهات السياسية جلها تدعم جهة معينة والثمن هو تحقيق مصالح دولهم ، الراس المدبر هو فولكر ، هؤلاء لايريدون أن تستقر هذه البلاد وكل مرة يصنعون قنبلة موقوته لا تسبب إلا تدهورا في هذه البلاد
المعادلة التي تتساوي طرفيها من الصعب جدا إيجادها هنا في الحساب السياسي ، لن يتوافق المدنيون لانهم لا يريدون أن يتفقوا ، إن انتظر العسكر المدنيون اتفقوا أم لا سوف تطول مدة الفترة الإنتقالية و (تتجرجر ) ! ، الفراغ الدستوري دائما يؤدي إلي نتائج غير إيجابية في صحة جسم الإستقرار السياسي وسوف يعقد المشهد ، القيادة العسكرية يجب أن تتخذ قرارا شجاعا وتوفي بما قالت والتزمت به في تكوين حكومة كفاءات ليست حزبية وهي أمر ليس بصعب لكن يحتاج إلى قرار وشجاعة وسير إلي الأمام دون الإلتفات خلفا بغية الوصول إلي إنتخابات نزيهة يقول فيها الشعب كلمته ويظهر المعدن الشعبي الذي إمتلكه الكثيرون الآن كذبا وتشدقا .