العشب لونه بصلي !
من أعلي المنصة
ياسر الفادني
قال الحمار لحيوانات الغابة في حضور النمر : هذا العشب أزرق
أجاب النمر : لا ، هذا العشب أخضر
إحتدم النقاش بينهما بخصوص ذلك فقررا عرض النزاع على القاضي ليحكم فيه
عندما اقتربوا من القاضي الذي كان هو الأسد جالسًا على عرشه ، بدأ الحمار بالصراخ : سموّك ، أليْسَ العشب أزرق؟ “
أجاب الأسد : إذا كنت تعتقد أن هذا صحيح و فعلا تراه أزرقا إذن فهو أزرق.
إندفع الحمار في وسط القبيلة صائحا (مهنقا ) ! : هذا النمر لا يفقه شيئا و يزعجني و أرجو أن يعاقب على ذلك..
وافق القاضي الملك على ذلك فقرر أن يعاقب النمر بثلاثة أيام من الصمت لا يتحدث إلى أحد من أفراد القبيلة
رقص الحمار و قفز فرحا بهذا الحكم و رحل في حال سبيله و هو يردِّدُ و يُعيد :
” العشب أزرق كما قلت لكم العشب أزرق كما قلت لكم “
ذهب النمر للأسد و سأله : ” يا جلالة الملك ، لماذا عاقبتي و أنت تعلم علم اليقين أن العشب أخضر
أجاب الأسد :” الكل يعرف أن العشب أخضر “
سأل النمر : ” فلماذا تعاقبني إذن
أجاب الأسد : عقابك ليست له علاقة بمسألة هل العشب أزرق أو أخضر أو أو…الخ ، عقابك هو لأنه من المهين لمخلوق شجاع وذكي مثلك أن يضيع الوقت في الجدال مع الحمار ، وفوق ذلك أزعجتني و أزعجت القبيلة بسؤالٍ الكل يعرف جوابه
العشب عند البرهان أخضر
العشب عند قحت أسود
العشب عند الكيزان رمادي
العشب عند الحركات المسلحة نحاسي
والعشب عند القونات وردي
والعشب عند فولكر شوكي ، وعند آخرين اغبش!
العشب عند المريخاب أحمر وعند الهلالاب أزرق!
والعشب عندي من شدة الحيرة والإستغراب تارة يظهر لونه ( لبني) ! وتارة أخري يتخذ ( لون زينب ) !
إذن كثرت ألوان الأعشاب فمن نصدق الأسد؟ أم النمر ؟ أم الذئب ؟ أم الثعلب؟ أم الحمار ؟ أم الكديس؟ أم أبو الدرداق ؟ أم أصدق نفسي ؟
إني من منصتي أنظر أمامي …حيث لا أسمع الآن….. إلا جدالا سياسيا في لون العشب السياسي الذي نبت الآن ؟ البلاد أصبحت كعلبة الألوان كل جهة تاخذ لونا وتلون !.