مقالات

الحل بين أيديكم

المسار نيوز الحل بين أيديكم


يبحثون عن الحلول ويطوفون بالبسيطة يعرضون تجارتهم ويتكسبون وقد كثر ضجيجهم من قبل وقل طحينهم فلا شجرة مثمرة ولا نخلة حمقاء وعندما ولجو الساحة أخذوا يتمشدقون بحلو الحديث ومعسول الكلام إن رأيتهم تعجبك أجسامهم وتفتنك ملابسهم الأنيقة وأربطة العنق التي ترمز كما زعموا ربط عدالة السماء بعدالة الأرض وهم أبعد من الإثنين تنقصهم الخبرة ويجهلون الواقع فمنهم من يظن أنه المنقذ مرسلا هتافياته في كل ناحية ويظن بها قد علا وأصلح وأفلح ودخل قلوب الجماهير وصار معبودها أو هكذا يصور له خياله الممبت فتري ملاك الحقيقة كطائر البطريق ومن جلب النوق العصافير ومن جاء من سبأ بنبأ يقين واحضر لبن العنقاء لذة للشاربين وآخرون في دوحتهم علي الأرائك يجلسون وعلي ماذا يتفاكرون ومن ورائهم ومن الذي أتي بهم ولما كل هذا الإنفاق وما الثمن أفلا يتدبرون إنها السوق التي بها السماسرة يتكاثرون والوسطاء يتسابقون بيع وشراء وبينهما تراب يضيع ووطن يباع بصاع من دراهم وكانوا فيه من الزاهدين  ، وهنالك من يسعي حثيثا وينادي في العالمين ويطلب من الشعب أن يدير لجيشه ظهر المجن ويلبس له جلد الأرقم ويتخذه عدوا يطالب بحله وينشد هلاكه ويصوره شر وله من وراء ذلك غرض وجيوب مفتوحة لا هم له بوطن ولا شغل له بإستقرار يريد رضا الذين ينفحونه بالدولار ويسوق بعض ضعاف النفوس ويرمي لهم من الفتات فيطيعونه ولو تحقق مراده لأصبحوا من النادمين أو أصبحوا في دارهم جاثمين ولولا هذه المؤسسة العسكرية وإنضباطها وتماسكها وعراقة تاريخها لتخطفنا الطير ولمزقت البلاد شر ممزق وبالرغم من هذه الأنواء وكثرة المحن التي مر بها الوطن كانت القوات المسلحة في الموعد ولو لا ثقة الشعب بها لما ذهب إليها في أوقات ضيقه وإستواء ثوراته فكانت له سندا وملبيا ومطيعا ومعولا له القدح المعلي في التغيير ، وثورات ثلاث كانوا لها درعا كما أنهم يرفضون للوطن الضياع وهم لحماية قد نذروا أنفسهم رخيصة وهاهي قيادة المؤسسة تنادي في العلن أن وحدوا صفكم وتوافقوا لنبني سويا الوطن  ، ولكن الحال كما ترون كل حزب بما لديهم فرحون  ، لجان مقاومة لكل لجنة ميثاق ولكل لجنة ترس ولكل جماعة جرس ، وهذا لم يرض بهذا وذاك لا يجلس مع هؤلاء ، وهؤلاء لا يجلسون مع أولئك وآخرون جذريون يريدون قطع الشجرة من جذورها فماذا يتبقي من البناء حتما سينهد البيت فوق رؤوس ساكنيه ، فالوقت يمضي والشقة تتسع ولا مجال بل كل الطرق مغلقة  ، فالطريق واضح والحل بين أيدينا  ، فلم لا نتوافق علي الوطن ولماذا كل واحد يريد أن يسود ولا يؤمن بالأخر  ، فإن الاختلاف عنصر من عناصر القوة ولذا كانت حكمة الخالق فلنجعل من هذا الاختلاف مصدر قوة ونتوافق علي السير سويا ولا نلتفت لدعاة الفتن  ، فالساحة قد إمتلأت بهم والأسافير إرتجفت من كذبهم وخافت من مكرهم فتسلحوا بحب الوطن وأجعلوه ترياقا تعيشوا ها هنا آمنين  .

           *شندقاوي*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى