الزواج الجماعي شمال المتمة .. إحصان المجتمع :
الشبطاب ، الشاراب ، الحميراب وقوز برة و 130 زيجة ذات صباحٍ أغر
أبناء جنوب المتمة تدافعوا نحو فرح الأشقاء وود احمد عطا المنان عمر “عقيد” القوم
الأمر ليس بالجديد في حواضر دار جعل . ولقد استمر الزواج الجماعي سنةً منذ أمد تتبعها أرياف المحلية كقيمةٍ لإحصان المجتمع ، تحقق مقاصد الدين وتعصم من الفتنة ..
وصبيان الحي كانت آذانهم قد اعتصمت بالقيم وهم يستمعون منذ بواكير الطفولة :
ماك ممحوقة يا ام خيراً ترابلة وطين
وما بتنضامي يا الما عبرك بي الهين
وقت يسخى الجنا القاصد تمام الدين
ياك تاية العشامي وقبلة القاصدين
ومن جنوبها تدافع الأحباب :
وقديماً ردد شمال المتمة :
يا ريح الجنوب هبيلي وابيلي
كل صبحاً جديد انا لا تغبيلي
والأهزوجة ليست بمنأى عن جنوب المتمة المخضرة سهوبه هذه الأيام والمزدان برمال أوديته ؛ وادي اب دابي ووادي خليل وأودية الصلوعاب وطبقة والهوبجي وكل حواضره المعطاءة ، وفوق كل ذلك رجال تلك الأمصار “جرارق العركة في اليوم الحموهو شرار” .
المتمة جنوبها وشمالها على قلب رجل
وبين أبناء جنوب المتمة وأبناء شمالها فوق القربى والتصاهر ، ظلت تجمع غالبهم من بقروسي شمالاً وحتى حجر العسل جنوباً ، أسواق المتمة وشندي ومدرسة الأموي الوسطى ، ذلك فضلاً عن المناسبات الاجتماعية التي تجمع بينهم يومياً .
وفيما سبق كان بنطون شندي المتمة ملتقى يومياً لكل ذلك الريف شماله وجنوبه . غير أن أغسطس الخريف والنماء الذي يتجاوز خسائر الماء المنهمر بصبر الناس من رددو :
نحنا العند عروضنا لئام وجبارين
وبعرفنا الصبر يا ملكة صبارين
جمع بينهم في العرس الكبير ..
لجانٌ أوفت وقافلة ضاعفت الفرح :
يقول الراوي ؛ ولقد ابدعت لجان الزواج الجماعي بالشبطاب والشاراب والحميراب وقوز برة فعلها ، ووفرت الضروريات لقيام وحدة مجتمعية متكاملة على سنة الله ورسوله . ولقد وعدت اللجان وأوفت بتمام 130 زيجةً ، زفت 260 من رجال ونساء المنطقة .
ومن جنوب المتمة تقاطرت أرتال السيارات في قافلةٍ تستحث الخطى نحو البهو الرحيب ، بما يقارب الثلاثين سيارة غالبها من سيارات نقل الركاب الكبيرة ، استغلها ما يقارب الألف ،وقد أمت الفرح الكبير مشاركة للأشقاء ، ولاستقبال كبير البلد الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الذي جعل مشاريع إحصان الشباب أكبر همه .
شيخ العرب .. عقيد القوم :
وهي تخطو نحو السرادق كان القوم يلهجون بالشكر لعقيد القوم عمر احمد عطا المنان رجل المكرمات الذي ألفوه “يفزع نجمة عند النهمة” ، وكم أشاروا له بأنه “حوض الكوثر الفيهو البخات بتكرع” .. المهندس ود عطا المنان ظل “قدامياً” وصديق كل خطوٍ مقصده الخير . والحفاوة به وببذله دون منّّ، تمتد من الريف الشمالي حتى “باوقة حمد ولمين” ، ومن شندي حتى شرق النيل .. سنناً توارثها الرجل “من كبارو” ..
وفي حق المهندس عمر احمد عطا المنان ، جمعتني محادثة هاتفية مع صديق من أبناء المنطقة ؛ قال لي أن سيرة الرجل تذكره بأبياتٍ لأبي تمام في حق الخليفة المعتصم ، قلت وماذا قال ؟ .. ردد أمامي قول الطائي :
بِيُمنى أَبي إِسحاقَ طالَت يَدُ العُلى
وَقامَت قَناةُ الدينِ وَاِشتَدَّ كاهِلُه
هُوَ البحر مِن أَيِّ النَواحي أَتَيتَهُ
فَلُجَّتُهُ الإحسان وَالبر ساحِلُه
تَعَوَّدَ بَسطَ الكَفِّ حَتّى لَو أَنَّهُ
ثَناها لِقَبضٍ لَم تُجِبهُ أَنامِلُه
وسيشاركونهم افراحهم غداً :
مشاركة أبناء جنوب المتمة ضاعفت الفرح ، ومثل الاحتفال بوتقه انصهرت فيها جميع مكونات نهرالنيل نساءها ورجالها شيبها وشبابها وكانت الفرحه فرحتين الأولى فرحا بالعرسان والثانيه ابتهاجا بمقدم قائد الركب وصمام امان الولايه والوطن الفريق البرهان ..
وطبيعي أن يرد أبناء شمال المتمة غداً التحية بما يليق بأواصر الأشقاء ، وطبيعي أن يكونوا حضوراً مرحبٌ به يزين كل مجمع في جنوب المتمة
من المحرر :
ويظل حديث المصطفى يوقد الشعلة في النفوس ، فتمضي سباقةً للخير . قال صلى الله عليه وسلم :
“من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة”
نبارك في المسار نيوز للعرسان ونسأل الله لهم حياةً هانئة ، وبالغ التهاني للجنة الزواج الجماعي التي جعلت هذا ممكناً .. ونخاطب أهل جنوب المتمة “أبشرو بي الخير” وصلتم أرحامكم وشاركتم وباركتم تلك الفضائل .. تعظيم سلام :
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس