القصه أكبر من علبة لبن!!!!
أم وضاح
الصوره التي انتشرت أمس في الاسافير لوالي الخرطوم المكلف احمد عثمان حمزه وهو يتفحص علبة لبن في زيارة مقاجئه لدار المايقوما للأطفال رغم أنها صوره عاديه الا انها وجدت حظها من تعليقات الإعجاب والاشاده والتقدير والانبهار والسبب لذلك برائي أن المواطن السوداني (ليه زمن) لم يشاهد مسؤولاً يدقق في تفاصيل تخصه او يتابع بشكل لصيق ملفاً يهمه ومعظم المسؤولين إن لم يكونوا جميعهم (ياكافي البلاء )مشغولين باي شي وكل شي لايخص المواطن ولايعنيه وكأنهم جاءوا هذه المناصب تشريفاً وتلميعاً ووضعاً أجتماعيا لانه وببساطه شديده لو ان كل مسؤول مركز في ورقه لما وصلنا الي ما وصلنا اليه من الوقوف علي حافة الانهيار التام والدوله السودانيه مصابه بما يشبه الشلل التام وهو نتاج طبيعي للفساد والتخبط الذي بدأ منذ اكثر من ربع قرن ماضيه وحكومات الانقاذ المختلفة ظلت تغير في الوجوه والاسماء والعمم والجلاليب والبدل ولم تغير في الأفكار والمضامين لذلك لم يحدث أبداً إصلاح حقيقي وكل ماكان يقال من شعارات قصد منها الاستهلاك السياسي ليس اكتر فأنهارت الدوله السودانيه واصبحت تدار بشلليات تراعي مصالحها
وبزنسها ثم بلغ الإنهيار أشده في حكومة حمدوك الاولي والتانيه والتالته وماحدث من تماهي وتسيب وانفلات مهني وفوضي وظيفيه كان أمراً غير مسبوق ليصبح القانون مجرد مواد لاتساوي الحبر الذي كتبت به واللوائح ضرب بها عرض الحائط
ودعوني اقول ان كل دول العالم من حولنا التى شهدت طفره ونهضه لم تحقق ذلك الا بالانضباط والإلتزام وهو أنضباط يمارسه من هم في اعلي هرم السلطه الي قواعدها لتتكامل هذه المنظومه وتصبح خارطة طريق تهتدي بها الأمم أما أن يكون الحال كما يحدث عندنا من سبهلليه وتهاون فأن النتيجة الحتمية فوضي عارمه تضرب في كل الاتجاهات
الدائره اقوله أن تفقد والي الخرطوم لدار المايقوما هو في الوضع الطبيعي أمر طبيعي لكنه يصبح عندنا غير طبيعي ونندهش له عندما ينقطع المسؤولين عن زيارة المواقع التي يجب أن يزورونها ويكتفوا بالتقارير المضللة البعيده عن ارض الواقع ..وتمعن الوالي وقرأته الديباجة علي علبة لبن الاطفال هو أمر طبيعي وعادي في الوضع الطبيعي والاعتيادي لكنه يصبح مثيرًا للدهشه لان المسؤولين عندنا لايززورن المرافق ولا الاسواق وماعندهم صلة بها وحتي الذين لهم علاقه بالأسعار والسلع وحركة البيع والشراء ماعندهم علاقه بها ولايعلمون تفاصيل مايتعرض له المواطن من مرمطه وكيف أنه يشرب الماء كدراً وطينا
فياوالي الخرطوم كتر من جياتك وطلاتك فالخرطوم فيها مافيها مما يحتاج التدقيق و التمحيص والتنفيذ علي وجه السرعة وأبدا ليك من وين واللا وين والبنى التحتية في موت سريري والاسواق ماعندها كبير والنفايات احتلت الساحات والمساحات وكان لي علبة اللبن دي هينه ومقدور عليها!!؟
كلمه عزيزه..
تشهد الاسواق هذه الايام ارتفاعا رهيبا في الاسعار في مايشبه متلازمة رمضان التي تصيب التجار بالجنون وهم يتسابقون في رفع الاسعار وهو مايتطلب تدخل عاجل للحكومه بتوفير نقاط مدعومة للبيع كما حدث في أسواق المؤوسسه العسكريه ببحري التي تشهد هذه الايام تزاحماً منقطع النظير وهي تجربه اثبتت نجاحها تحتاج لتكرارها في بقية المحليات
كلمه أعز..
متي يعرف بعض المسؤولين انهم لايمثلون أنفسهم وأنهم يمثلون سيادة بلد وكرامة شعب وزيارة الهادي ادريس للمبعوث فولكر في مقر إقامته هي زياره كسرت قواعد العرف الدبلوماسي وكسرت كرامة وهيبة الوطن وكسرت نفسنا زاتو !!!!