تم تفعيل وضع الحل !
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
لعل مبادرة نداء أهل السودان التي تبناها الخليفة الطيب الجد تعتبر من المبادرات التي ملأت الساحة السياسية حديثا و إنتشارا وقبولا ، كل يوم تتوافد الوفود والكيانات السياسية المجتمعية للدعم والمساندة ، لعلها الدواء الناجع لعلاج الجرح المثخن الذي أصاب جسم هذا الوطن بسبب خطل السياسة وتجريب الغير جدير بالحكم ونظرته الضيقة التي تري في حد معين وأصيبت بالحول السياسي ومرض إنفصال الشبكية وجنون البقر السياسي
قدمت مبادرات عدة من قبل وفيها جهد لاينكر وعصف ذهني ممتاز لكن يبدو أن مبادرة نداء أهل السودان كانت بمثابة الأم الرؤوم التي إحتضنت تلك المبادرات بحضن دافي و أرضعتها لبنا مدرارا من ثدي الوطنية الحقة وجمع الشتات والتوصل إلي صيغة واحدة وتوافق ليس توافقا كاملا حتي الآن لكنه يتمتع بنسبة عالية في هذا الشأن ، سبب نجاح مبادرة نداء أهل السودان أن من تبناها يتمتع بقبول شعبي كبير فهو رمز ديني كبير يشار اليه بالبنان واجداده لهم تاريخ وطني حافل خلده التاريخ في حصار الخرطوم وطرد المستعمر آنذاك
ما أعجبني هو القبول لهذه المبادرة من الجهات العليا التي تحكم الآن بإعتبارها يمكن أن تكون الحل لتلمس طريق سوي لقيادة الفترة الإنتقالية القادمة ووضع أساس متين لتحول ديمقراطي قادم يقول الشعب فيه كلمته ويحدد إتجاه بوصلة الذين يختارهم للحكم ، المبادرة لم تترك شاردة ولاواردة إلا وقتلها بحثا وأوضحت متونها وفهارسها المعترف بها من قبل الجميع ، فيها فكر راقي و إختيار المبضع المطهر لإجراء عملية جراحية لهذا الوطن سوف يتعافي بها أن صفت النفوس وتآلفت
في كل محفل من محافلها يتحدث أبونا الخليفة الطيب الجد أن المبادرة ليست حكرا علي جهة سياسية معينة ولا أحد ، بل هي لكل السودانيين بتنوعهم المختلف ولا تثتثني أحدا وليست لها الرغبة مطلقا في التهميش والإقصاء والإبعاد ،ولعل ماحدث بالأمس من قرار مولانا محمد عثمان الميرغني بتوحيد مبادرته مع مبادرة نداء أهل السودان والتي أعلن عنها الشيخ الطيب الجد تدل علي أن هذه المبادره كل يوم تنال حظا وافرا وجديدا في المساندة والمؤازرة
يجب علي الذين غابوا عنها بسبب مرض العمي السياسي الذي أصابهم ومن أبي ومن (ركب راسه ) ولعلهم ليسوا بكثيري العدد ولا كثيري الوزن الإجتماعي أن يضعوا هذا الوطن و إستقراره سياسيا في قلوبهم وعقولهم ولا يتبعون أيديهم التي تقودهم إلي حب السلطة والسيطرة عليها دون تفويض شعبي ظاهر ، عليهم أن يتناسوا المرارات فهذا الوطن يسير نحو الهاوية إن لم يتفق بنيه ، إذن دعوا أشجار التوافق تنمو و تثمر ….. ولا تكونوا كالذي يريد أن (يفش غبينتوا …حرق مدينتو ) !! كما يقول المثل .