مقالات

عبدالوهاب خوجلي ومسيرة نضال

المسار نيوز عبدالوهاب خوجلي ومسيرة نضال

أهوال نعيشها فوق أهوال ، ومصائب تعلوها مصائب ، وليل حلوك وأيام حوالك ، وأحزان تشد بعضها بعضا ، وقبيل أن يمضي كرب يأتي آخر من فوقه كرب ، فصارت الأحزان سجال وكواكب تمضي ونجوم ترحل وصوي ساري تغيب ، فقد غيب الموت اليوم الشقيق والصديق والرفيق والأستاذ والعلم الاتحادي الذي سار بطريق حاج مضوي وتمسك بطريق الهندي ، القابض علي القضية لم يساوم فيها إنه عبدالوهاب خوجلي الذي عرفته وانا في سلم المعرفة فوجدته كما وجدته إنه الأستاذ عبد الوهاب خوجلي فلي معنا ذكري وزكريات إمتدت لما يقارب الأربعين عاما ، عرفته وأنا في مدخل السياسة وتعلمنا منه ومعي كثير كيف نحب الوطن وهو يحكي عن الأسطورة الشريف الذي مضي بطريق الأنبياء ومات ورحل كما غادر الشرفاء حتي صار ذكري مسافرة في ذاكرة الأجيال ، وعندما كنا نزوره في منزله نفرح كفرح الحجاج والعمار لراحة نجدها عنده حتي يصبح زائرا ونصبح نحن أهل المنزل ، لي ولرفيقة دربي مواهب معه وقفات نقف عندها كما يقف شحيح ضاع في الترب خاتمه ، وكان رابطنا به يزداد يوما بعد يوما وسرنا بحب واحترام في الحركة الاتحادية ، كان عليه الرحمة والرضوان يتصل بي كل بضعة أيام ويسألني وين انت ومواهب طولتو مني ، ثم عندما أرجع احكي لها باتصاله ، وجد أنه أيضا اتصل عليها وقال لها نفس الكلامات ، وكلما ذهبنا إليه يحدثني بأن أمنيته أن لا يموت قبل ذهاب عمر البشير وزمرته فندعو له بالعافية ، ثم يحدثني وكيف يكون الوطن والاتحاديون كما تري وهذه أمنيته الثانية التي يقول أنها صعبة المنال ، كنا معه نتناول الهم الوطني وليس له هم غيره ، كان يتمني الرحيل والسودان يعيش أمنا وسلاما واستقرارا ولكنه رحل اليوم بجرحه حزينا ، مات السودانيون في الخرطوم حربا وهو علي مشارف معبر أرقين حزنا علي الوطن ، فأبت نفسه أن تعبر فلبت نداء ربها حيث تحب أن لا يفارق مرقدها حيث ضلوع الأجداد والأباء ، رحم الله استاذ الأجيال والمربي والمناضل أبو وائل ، رحم الله شقيقي وصديقي واستاذي عبد الوهاب خوجلي ، وخالص التعازي للإتحاديين عامة ولأهل الجريف خاصة ، ففي الخالدين عبد الوهاب الذي رحل الي الوهاب يحمل الحب والود والذكري الطيبة وهو علي باب الكريم الذي لا يحمل الزاد إليه ، نسأله أن يرحمه ويعافه ويعفو عنه ويحشره في زمرة المصطفي مع الذين أنعم الله عليهم وطابت لهم دار السلام مستقرا ومقاما ( وإنا لله وإنا إليه راجعون )

      محمد عثمان المبارك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى