مقالات

ليست نبوءة نوستراداموس بل هنتنغتون : الغرب في درب التشظَّي

المسار نيوز ليست نبوءة نوستراداموس بل هنتنغتون : الغرب في درب التشظَّي


كتب رئيس التحرير
الغرب مغرم بالخيال الشاطح بلا حدود ؛ “أفتار” و”ملك الخواتم” وأفلام الرعب أبلغ دليل ، وربما أن غياب الدين في حياتهم أحال الغيبيات لمتاهةٍ يضلُّ فيها الخِرِّيت .
كلفون بالخيال البعيد لكنهم زاهدون في القراءات الموضوعية لغدهم لذلك يقبلون على نماذج “أفتار” أكثر من القراءت التحليلية لغدهم عند أمثال كيسنجر وهنتنغنتون .
صامويل هانتنغتون تمثل لقيط ابن يعمر الأيادي أحياناً ، وأخرى دريد الصمة في كتابه :
Who are we?
America’s Great Debate
وحذرهم من التشظي فما انتصحوا ..
هذه بريطانيا “التي لم تعد عظمى منذ عهد ماكملان” تغادر الاتحاد الأوروبي . بريطانيا تقول أنها ستخسر ما بين 70 -75 مليار يورو ما يعادل أكثر من تسعين مليار دولار جراء العقوبات على روسيا ووقف إمداد النفط والغاز .  والسياسية الإيطالية، جورجيا ميلوني، زعيمة حزب إخوة إيطاليا تصدت لامانويل ماكرون عندما شتمهم وصرفت له وفرنسا “بركاوي زي البركاوي” . والمانيا القوة الأوروبية العظمى اقتصادياً تتذمر من العقوبات الوشيكة على موسكو وتقول أنها قد تعاني من الغاز إن حل الشتاء وسرت العقوبات .
ولك أن تتصور أن الذي يفرض العقوبات هو من يصرخ ويتحسب لنفاذها ! ..
بالمقابل تتوطد العلاقات بين روسيا وعملاقي آسيا الصين والهند ودول أسيوية أخرى ..
وهناك في أقصى شرق آسيا تَسَوَّلَهُم رئيس أوكرانيا وهي تحت الطيران الروسي فرض منطقة حظر طيران فاعتذروا .. تسولهم طائرات من بولندا فاعتذروا .. طلب منهم  الانضمام للناتو ، وكان ذلك أحد أهدافهم قبل الحرب ، فاعتذروا . وهرع رئيس أوكرانيا ينكفئ على بيته ، ولسان حاله :
وقال كل خليلٍ كنت آمله
     لا ألهينك إني عنك مشغول
وما من شك أن تذمرات بريطانيا وألمانيا ، مقروءة مع سيل الإعتذارات سوف تضعف تمسك دول الشرق الأوروبي بحلف الناتو والإتحاد الأوروبي .. هل قصد بوتين أن تتشظى القارة العجوز انتقاماً لتشظي الاتحاد السوفيتي الذي كان ؟ ..
وهل من الممكن أن تسهم حرب أوكرانيا في إسقاط إتحاد القارة العجوز واضعاف الناتو تمهيداً لانهياره لنرى تشظياً يخر بالغرب من شاهق ؟ .. ربما . لكنهم ربما لم يتحسبوا لذلك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى