ياسر الطريد
قرادة تنوء بحمل “العيش” من الصعيد وهذه اللافتة
سيف الدين البشير
مطلع الثمانينات تشهد صديقي وهو يقرأ اللافتة الطويلة :
هيئة توفير المياه والتنمية الريفية ومكافحة الزحف الصحراوي وتوطين العرب الرحل .. وأضاف ؛ الغريبة إنها ما بتعمل ولا واحدة منهم .. ثم تنهد ملياً وأردف ؛ والله دي بتذكرني المسمى الطويل لإحدى دول الجوار ، واستطرد ساخراً ؛ هي عدة مفرداتٍ وصفية لا تنطبق أي منها على واقع تلك الدولة .
وذات الشئ ينطبق على حالة عرمان الرجل الذي ما وجد لافتة تحارب
الجيش وقيم البلاد إلا واندفع خلفها ، وظل في لهاثه المشين لا يحمل أجندة سياسية عدا العدوان على القيم الحاكم عبر تفكيك الجيش تمهيداً لتفكيك البلاد ..
وهو لم يكن صاحب قضية كمثل من حملوا السلاح جراء مظالم اعتقدوا أنها طالت أقاليمهم ، بل أنه كان يركب الموجة ويعلم أن دوره لا يتجاوز دور المغفل النافع ليضفي نكهة قومية أنى حل ، رغم أنها نكهة كذوب زائفة .
وهي صيغة ميكيافيلية ظل من حملوا السلاح يعلمونها جيداً و يتعجلوا التخلص منه عند كل منعرجٍ وكل ثنيةٍ بحيث أصبح طريد الكيانات الأشهر في تأريخ البلاد ، وهو يتنقل من مسمى لآخر حتى فرز عيشتو وترأس كياناً ( الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي ) بعدد من المفردات قد تتجاوز أعضاء كيانه الشبحي .
الفادحة أن الرجل ما يمل يتحدث عن السودان وعن شعب السودان بنبرةٍ تطابق منطق القرادة وهي تنفخ أوداجها : “والله انا ود عمي الجمل دا ، جينا شايلين العيش من الصعيد” ..