دي غايتو د. البوني اتقطع في وصف الحالة السودانية.. كدي اقروا وقولوا رايكم؟
منقول عن البوني
الاستاذ الكبير عبداللطيف البوني وصف الحالة السودانية بدقه والله.
️الكاتب/ عبد اللطيف البوني.
(جنا النديهة)
في كثير من قرى و ارياف السودان عندما يتأخر الزوجان في الإنجاب و تفشل جميع (المحاولات الداخلية) وتكثر الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، عندها يتدخل الشيطان فيسول للزوجين الاستعانة (بالقوى الخارجية والاقليمية) فيذهبا للقبة (الضريح) أو البَنِيَّة و يندهان (يدعوان و يناديان) الولي الفلاني طلبا للخِلفة و ينذروا ويتعهدوا للشيخ أو الفكي بدفع بياض وقية ذهب اذا تم الإنجاب..
ولأن الله يبتلي الناس بالخير والشر؛ يصدف كثيراً بأن يولد لهم الطفل بعدها ويسمى بـ “جنا النديهة”.. ياتي هذا الطفل عادة واهن الجسد كثير الأمراض و العلل (حكومة الثورة) .. و يفرح أهله بولادته فرح هيستيري (فرح السودان)
و بعد الولادة تقام الولائم ويحلق رأس المولود و لكن يترك قنبور في اعلي رأسه (الوثيقة الدستورية) يظل ينمو كعلامة إلى حين سداد الوقيةالتي يتعب في جمعها الأهل والأقارب (القومة للسودان) ..
احد الشروط التي يضعها الفكي (المجتمع الدولي) انه في حالة ايي مرض أو حتى مجرد توهم بالمرض يجب أن يذهب بـ جنا النديهة إلى الفكي فقط (مؤتمر باريس) لا لطبيب أو حكيم أو ايي جهة أخرى.. ولكثرة تردده و اعتماده على الفكي يظهر جنا النديهة دائما بمظهر الضعيف المعتل الصحة..
وفي الغالب الاعم جنا النديهة بيكون تليفة و عوقة و دلاهة،، وبيدخل المدرسة عمر 10 سنين والسبب – غير اعتماده في علاجه على الفكي – وهو صغير وغير وجود القنبور في راسه،، بيرجع برضو لأسباب بيولوجية (الولادة في سن متأخرة) وأما السبب الاساسي فعنده علاقة مباشرة وقوية بطريقة التربية و التنشئة وتعامل الأبوين والأهل معاه بعد ولادته بالدلال المدمر (حكومتنا جبناها بدم الشهداء لازم ندعمها ونصبر عليها)
و نظرا لأنه جنا النديهة جاء بعد سنوات طويلة من التعب والإحباط و الإنتظار (سنوات نظام الإنقاذ) و لأنه رسخ في تفكير أهله استحالة ان يأتي طفل غيره (يقعد بس) .. الحاجة دي بتخلي أهله دايما محاوطنه بعناية مبالغ فيها ناتجة من حرصهم و خوفهم ان تصيبه علة أو مكروه (انقلاب عسكري أو انتخابات مبكرة) .. تلقاهم خايفين عليه، و ما بيرضوا فيه، و بيدلعوه دلع شديد (شكراً حمدوك) وإذا ايي زول إنتقد سلوكه فطوالي هو عندهم نيته سوداء و حاسدهم فيه، و ما عايز ليه وليهم الخير (كوز مندس)
ولأنهم بانين كل امالهم عليه فبيتعاموا عن كل غلطاته وتصرفاته عشان ما عايزين الصورة الوردية الخاتنها ليه في رأسهم تهتز (حنبنيهو) ..
الحاجة دي دايما بتجيب نتائج عكسية و بتخلي جنا النديهة أشتر وشليق، و بتخلي أهله دايما في حالة مشاكل مع ايي واحد يهبش ولدهم، مع انه ولدهم غالبا هو سبب كل المشاكل.. امه دايما في حالة دفاع عنه: ولدي مؤدب و عاقل ما بيعمل كدة (حرية سلام وعدالة) أما إذا ثبتت التهمة بالثابتة و بيصعب النكران فطوالي بتنتقل من الإنكار للتبرير: الاولاد كلهم بيعملوا كدة *(الكيزان برضو عملوا كدة) فلاحتكم فيه هو بس يعني؟ *(٣٠ سنة كنتوا وين) ؟
واحدة من أهم الحاجات البتميز اهل جنا النديهة انهم ولدهم العاقة دة بيشوفوه أذكى طفل في العالم رغم غباوته التي لا تتناطح فيها عنزان.. غير كدة بيتميزوا برضو بانهم بيفرحوا ويتبسطوا اذا ولدهم عمل حاجات تافهة و عادية بيعملوها حتى الاطفال الأصغر منه..
يعني عادي تلقى ابوه شايله فرحان و يبوس فيه عشان لبس السفنجة بالعدلة
أو زرّر القميص صاح أو حتى عشان قفل الماسورة، الاب بيكون مبسوط و يتفاخر بالحاجات دي (إنجازات الثورة) ويحكي فيها لناس الطاحونة نفر نفر..
والأدهى والأمر انه حتى التصرفات السلبية البيعملها جنا النديهة أهله بيقلبوها لشي إيجابي و يفرحوا بيها.. يعني عادي تلقى حبوبته متكيفة عشان شتمها (ود بتي بقى فصيح) و تلقى امه مبسوطة وبتحكي بكل فخر انه فلقها في رأسها بحجر و كسر الزير وكشح حلة الملاح (رفع الدعم، زيادة التضخم، تعويم العملة)..
كسرة: يحلنا الحلا بلة من جنا النديهة و العوقات أهل جنا النديهة= الاحزاب المجهرية..