غايتو راكبين مروحة !
من أعلى المنصة
ياسر الفادني
كتلة الحرية والتغيير المركزي بالأمس إبتعثت رسلا لها وهم لجنة تسيير المحامين يحملون (خرقة مكتوبة وملفوفة ) إلي عظيم الشأن المفدي ، ضيق المنكبين ، مبعوث المشرقين والمغربين سلطان زمانه فولكر ، أدوا له فروض الولاء والطاعة وسلموه الترتيبات الدستورية التي هي أصلا الخطوط العريضة فيها سلمت كروشتة منه لهم مسبقا ، فقط هم ادخلوا عليها المتون والهوامش و إحكام الصياغة ، سلموها له وصفقوا علي نغمة ( الليلة هوي ياليلة !!) ورددها معكم فولكر بلسانه الأعوج وهو مافاهم حاجة !
نعرف في القاموس السياسي والقانوني والدستوري أن أي ترتيبات دستورية تنظم حكم أي بلاد يعكف عليها خبراء وتدار حولها ورش وجلسات تنقيح وتعديل وإخراج ومن بعد ذلك تعرض للبرلمان وتحول إلي لجنة مختصة داخل البرلمان للعكوف عليها ودراستها ووضع رؤي حولها وتقديمها مرة أخري للبرلمان للمدوالة ومن ثم إخراجها لاستفتاء الشعب عليها ، بالطبع هذا لن يحدث وسوف لايحدث في ظل هذا الخطل السياسي واللعب الذي تشهده البلاد ، إذن الترتيبات الدستورية التي سلمت إلي فولكر هي من فولكر للناشطين ومن ناشطين لفولكر يعني بالواضح كدا من( دقنوا وافتلوا) !
لعل فولكر بعد إستلامه لهذه الترتيبات الدستورية والتي فيها تمثيلية تفوق (تمثيلية ريا وسكينة ) شكلا ومضمونا و إثارة ، سوف (يقدل) بها في غضون الأيام القادمات وسوف يصرح ويسوق الأمم المتحدة( بالخلا ) ويقول : بأنها جاءت من نخب قانونية وخبراء وبذل فيها جهد سوداني خالص مر علي قاعدة كبيرة من السودانين وافقت عليه ويمكن أن تصلح كخارطة طريق لحكم السودان
فولكر سوف يتجاهل كل المبادرات التي قدمت له وسوف ينسي كل لقاءاته التي تمت مع بعض السياسين وبعض العسكر الذين سمع كلامهم من قبل لكنه سوف لا يعيره إهتماما وله فهم في رأسه سوف ينفذه ، أقولها صراحة( عشان مانقعد نطبر ساكت) ! لا مكان لمبادرة نداء أهل السودان لدي فولكر ولا وضعية للإعلان الدستوري للحرية والتغيير جناح التوافق الوطني عنده ، لكن سوف يكون هنالك وجود ووضعية لمبادرتي التغيير الجذري والخاصة بالحزب الشيوعي والترتيبات الدستورية التي تقدمت بها الحرية والتغيير المركزي وربما يكون الهجين بينهما هذا ما سيحدث في مقبل الأيام
مشهد (شخبط شخابيط ولخبط لخابيط) ! الذي اعتري الوضع السياسي في هذه البلاد منذ ثلاثة سنوات بل تزيد والذي يذكرني بالسبورة التي يظهر أمامها كل يوم أفراد يكتبون حروفا ويرسمون أشكالا ويأتي من بعدهم يمسح ماكتبوا ويلقي بسهمه شخبطه ولخبطة! ويذهب وهكذا يستمر المسلسل والشعب كأنهم طلاب في الفصل يدرسون لا ( ألفا ) لهم ولا يفهمون شيئا ، أي بمعني أنهم (مسطحين ساكت ) !
نحن الآن نتحول من مروحة إلي مروحة ، مروحة العسكر نركبها ونظن أنها سوف تقف وننزل منها بسلام( تهدي حبة) وتزيد سرعتها مرة أخري ! ، اما مرواح السياسيون التي اركبوها الشعب السوداني تشبه مروحة الهليكوبتر( طايرة بيهم فوق ومعلقين فيها ) إستعصي علي قائد الطائرة توقيف محركها ، ولاندر متي تقف؟ ومتي يحل جسم الطائرة أرضا؟ ، الآن الشعب السوداني في وضعية المبكي المحزن وفي حالة (جات الحزينة تفرح ما لقتلهاش مطرح ! ) كما يقول احبابنا المصريون فإلى متي سنظل هكذا ؟ إني من منصتي أنظر أمامي….. حيت لا أري الآن إلا… أننا راكبين مروحة وراسنا لافي ! .